باب همزة الوصل همزة الوصل هي التي تسقط وصلا وتثبت ابتداء بخلاف همزة القطع، فإنها تثبت وصلا وابتداء. وتكون همزة الوصل في الماضي الخماسي والسداسي، وفي أمرهما، وفي مصدرهما، وفي أمر الثلاثي. ولا تكون في مضارع مطلقا. ولم تحفظ في الأسماء التي ليست مصادر لفعل زائد على أربعة إلا في عشرة أسماء: اسم، واست (1) وابن، وابنم (2) واثنين، واثنتين، وامرئ، وامرأة، وابنة، وايمن في القسم. ولم تحفظ في حرف إلا في "أل". حكم الابتداء بهمزة الوصل في الفعل: تضم همزة الوصل في الفعل ابتداء إذا كان ثالثه مضموما ضما أصليا مثل: انْظُرْ (3) اخْرُجْ (4) اضْطُرَّ (5) اسْتُهْزِئَ (6) . فإذا كان ثالث الفعل مضموما ضما عارضا كسرت همزة الوصل، وذلك في: اقْضُوا في قوله تعالى: ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ (7) بيونس. وفي "ابنوا" في قوله: ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا (8) بالكهف. وفي "امشوا" في قوله: أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا (9) بص. وفي لفظ "ائتوا" مثل: ائْتُونِي بِكِتَابٍ (10) بالأحقاف. فإن أصل هذه الكلمات: اقضيوا، وابنيوا، وامشيوا، وائتيوا بكسر عين الفعل، فلما أعل بحذف لامه ضمت العين لمناسبة الواو، فالضم عارض. وتكسر همزة الوصل في الفعل ابتداء إذا كان ثالثه مكسورا مثل: اضْرِبْ (11) ارْجِعْ (12) أو مفتوحا مثل: اذْهَبْ (13) افْتَحْ (14) . حكم الابتداء بهمزة الوصل في أل: تفتح همزة أل في الابتداء مثل الأَرْضِ (15) الإِنْسَانُ (16) الْعِلْمِ (17) . هذا ويجوز الابتداء باللام، أو بهمزة الوصل في لفظ "الاسم" في قوله تعالى: بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ (18) بالحجرات. وابدأ بهمز أو بلام في ابتدا لاسم الفسوق في اختبار قصدا (19) حكم الابتداء بهمزة الوصل في الأسماء: تكسر همزة الوصل ابتداء في مصدر الخماسي مثل: ابْتِغَاءَ (20) وفي مصدر السداسي مثل: اسْتِغْفَارُ (21) . هذا وقد علمنا مما تقدم أن همزة الوصل سمعت في عشرة أسماء ليست مصادر، ولم يرد منها في القرآن الكريم إلا سبعة وهي: ابن مثل: عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ (22) . وابنة في قوله تعالى: وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ (23) ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ (24) . وامرؤ سواء أكان مرفوعا مثل: إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ (25) أم مجرورا مثل: كُلُّ امْرِئٍ (26) أم منصوبا مثل: مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ (27) واثنان مثل: لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ (28) و اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا (29) . واثنتان مثل: فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ (30) اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا (31) وامرأة مثل: امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ (32) امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ (33) واسم مثل: اسْمُ رَبِّكَ (34) اسْمُهُ أَحْمَدُ (35) وتكسر همزة الوصل في الابتداء بهذه الأسماء. حكم همزة الوصل الواقعة بين همزة الاستفهام ولام أل: إذا وقعت همزة الوصل بين همزة الاستفهام وبين لام أل فلا تحذف، بل تبدل ألفا مع المد الطويل، أو تسهل بين الهمزة والألف، والإبدال أولى، وإنما لم تحذف همزة الوصل لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر. وقد وقع ذلك في ست كلمات في القرآن الكريم وهي: آلذَّكَرَيْنِ (36) في موضعي الأنعام، و آلآنَ (37) في موضعي يونس، و آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ (38) بها، و آللَّهُ خَيْرٌ (39) بالنمل، فهذه الكلمات الست يجوز إبدال همزة الوصل فيها ألفا، أو تسهيلها والإبدال أكثر. __________ (1) اسم من أسماء الدبر. (2) أي ابن بزيادة الميم. (3) سورة النساء: الآية (50). (4) سورة الأعراف: الآية (18). (5) سورة البقرة: الآية (173). (6) سورة الأنعام: الآية (10). (7) الآية (71). (8) الآية (21). (9) الآية (6). (10) الآية (4). (11) سورة البقرة: الآية (60). (12) سورة يوسف: الآية (50). (13) سورة الإسراء: الآية (63). (14) سورة الأعراف: الآية (89). (15) سورة البقرة: الآية (11). (16) سورة النساء: الآية (28). (17) سورة البقرة: الآية (120). (18) الآية (11). (19) فضيلة الشيخ إبراهيم شحاتة السمنودي: لآلئ البيان في تجويد القرآن. (20) سورة البقرة: الآية (207). (21) سورة التوبة: الآية (114). (22) سورة البقرة: الآية (87). (23) سورة التحريم: الآية (12). (24) سورة القصص: الآية (27). (25) سورة النساء: الآية (176). (26) سورة الطور: الآية (21). (27) سورة مريم: الآية (28). (28) سورة النحل: الآية (51). (29) سورة المائدة: الآية (12). (30) سورة النساء: الآية (176). (31) سورة البقرة: الآية (60). (32) سورة القصص: الآية (9). (33) سورة القصص: الآية (23). (34) سورة الرحمن: الآية (78). (35) سورة الصف: الآية (6). (36) الآية (143)، الآية (144). (37) الآية (51)، الآية (91). (38) سورة يونس: الآية (59). (39) الآية (59).